أنواع الذكاء الاصطناعي: من الروبوتات البسيطة إلى النظم الذاتية المذهلة

التكنولوجيا
a pic of حلا
2023/05/08
122

استكشاف أنواع الذكاء الاصطناعي، واستخدامات كل نوع منها في الحياة اليومية، إضافة إلى تسليط الضوء على تأثيراتها وكيفية تحسين حياتنا من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي المختلفة.

أنواع الذكاء الاصطناعي: من الروبوتات البسيطة إلى النظم الذاتية المذهلة

هل سمعْتَ سابقاً بتقنية التعرّف على الوجوه؟ أو جرّبتَ ذات يوم استخدام أحد بوتات الدردشة مثل ChatGPT ؟

إذا كانت إجابتك نعم، فأنت إذاً قد تعاملْتَ مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وكما تعلم، لقد أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وحاجةً لا يمكن الاستغناء عنها في العديد من المجالات، فهل تساءلت يوماً ما هي أنواع الذكاء الاصطناعي المختلفة التي تدخل في هذه التطبيقات المتعددة؟

في هذا المقال، سنغوص في عالم الذكاء الاصطناعي ونستكشف معاً أنواعه المختلفة، وكيف تُستخدم هذه الأنواع في حياتنا اليومية.

بدايةً، يمكن تصنيف الذكاء الاصطناعي بطريقتين مختلفتين:

  • طريقة تعتمد على القدرات
  • طريقة تعتمد على الوظيفة

الطريقة الأولى التي تعتمد على القدرات، تُصنّف الذكاء في ثلاثة أنواع:

1. Artificial Narrow Intelligence (ANI):

هو النوع الأكثر شيوعاً للذكاء الاصطناعي، صُمّم لينفذ أوامر محددة باستخدام خوارزميات تعلّم الآلة، ولأنه غير قادر على التعلّم بشكل مستقل؛ سُمّيَ Weak AI.

من خصائصه عدم القدرة على أداء المهام التي لم تتم برمجته عليها مسبقاً؛ أي يمكن أن يفشل بشكل غير متوقع في حال استخدامه خارج حدود إمكانياته.

من الأمثلة عليه:

  • التعرّف على الصوت NLP.
  • المساعد الافتراضي Apple siri لأنظمة IOS.
  • لعبة الشطرنج الموجودة على الحاسب.
  • السيارات ذاتية القيادة.

2. Artificial General Intelligence (AGI):

تكمن فكرة هذا النوع في صنع نظام شبيه بذكاء الإنسان، والقيام بأعمال متعددة بكفاءة وأداء عالي؛ ومن هنا جاءت تسميته Strong AI.

يتميز بقدرته على التدرّب، التعلّم، والفهم، إضافة إلى إمكانية مواجهة مهام غير مسبوقة عكس النوع السابق. قبل عدة أشهر، لم يكن لهذا النوع مثال واقعي، لكن الآن أصبح حقيقة بين أيدينا، وأشهر أمثلته ChatGPT الذي شكّل تقدماً كبيراً في هذا المجال، كما أنه لا يزال قيد التطوير.

3. Artificial Super Intelligence (ASI):

بمجرّد الوصول إلى النوع السابق، ستصبح قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلّم سريعة جداً، يتجاوز بها قدرات وإمكانيات الإنسان في أداء المهام، عندها نكون بالفعل قد وصلنا إلى ما يُعرف بـ Super AI.

يتميز هذا النوع بالعديد من الخصائص، مثل: القدرة على التفكير، حل المشكلات، اتخاذ القرارات، التخطيط، التعلّم والتواصل من تلقاء نفسه.

يخشى الباحثون من أنّ ظهور ASI سيؤدي في النهاية إلى "Technological Singularity" وهو وضع افتراضي يصل فيه النمو التكنولوجي إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها، مثلما عُرِضَ في فيلم الخيال العلمي "Ex Machina"؛ الأمر الذي دفع "إيلون ماسك" للمطالبة بوقف التطويرات في مجال الذكاء الاصطناعي لمدة ستة أشهر، وذلك بعد إطلاق ChatGPT-4.

أما الطريقة الثانية التي تعتمد على الوظيفة، تُصنّف الذكاء في أربعة أنواع:

1.Reactive Machines:

هو النوع الأساسي للذكاء الاصطناعي، لا يمتلك ذاكرة، وبالتالي غير قادر على تخزين المعلومات؛ أي لا يمكنه التعلّم من التجارب السابقة لاستخدامها في المهام المستقبلية، بل يركّز فقط على المعطيات الحالية حتى يعطي أفضل نتيجة ممكنة.

كما يعمل في تطبيقات الزمن الحقيقي، مثل فلترة الرسائل غير المرغوب بها من رسائل بريدك الإلكتروني. من أشهر أمثلته: نظام Deep Blue و Google's AlphaGo.

2.Limited Memory:

يشبه الذاكرة قصيرة الأمد عند الإنسان؛ بمعنى أنه قادر على حفظ البيانات لفترة قصيرة من الزمن واستخدامها في مهمة محددة فقط.

أفضل مثال عليه: بوتات الدردشة مثل ChatGPT، حيث يخزّن المعرفة التي تقدّمها إليه خلال الدردشة، وكلما درّبته على معلومات أكثر، يعطي نتيجة أفضل في السؤال التالي.

مثال آخر، السيارات ذاتية القيادة؛ فهي قادرة على حفظ السرعة الحالية للسيارات القريبة منها، بُعد السيارات الأخرى عنها، وحدود السرعة.

3.Theory of mind:

في هذا النوع نصل إلى مستوى أعلى، حيث سيصبح الذكاء قادراً على الاستجابة لمشاعر وعواطف الإنسان مثل شعور الحُب والكره، والتنبؤ بالسلوكيات المستقبلية بناءً عليها. إضافة لفهمه معتقدات الإنسان، والتفاعل اجتماعياً مثله.

هذا المفهوم المُسمّى "نظرية العقل" غير موجود حتى الآن، لكن بالتأكيد سيؤدي المهام أفضل من الإنسان إن وُجد مستقبلاً، ولن يخلو من السلبيات أيضاً، حيث يتوقع العلماء أنّ عملية فهم مشاعر الإنسان ستأخذ وقتاً طويلاً، إضافة إلى كمية الأخطاء التي ستحدث في مرحلة التعلّم.

4. Self-Aware:

يتوافق مع نوع Super AI السابق، ويُعتبر مستقبل الذكاء الاصطناعي الواعد والمخيف في نفس الوقت، فلن تكون الآلات قادرة على فهم مشاعر الآخرين فحسب، بل سيكون لديها الوعي الذاتي.

في محاولة أولية لإنشاء نموذج ذكاء اصطناعي واعي للذات، طوّرَ العلماء روبوتاً أطلقوا عليه اسم "Sophia"، وبالرغم من عدم قدرة الروبوت على الشعور بالذات حقيقةً، إلا أنه يعطي لمحة بسيطة عن مستقبل هذا النوع من الذكاء.

ختاماً، يبدو أنه من غير المجدي الخوف من تطوّر أنواع الذكاء الاصطناعي، فهو أمرٌ قائم لا محالة، بل من الأفضل استغلال هذا التطوّر إيجابياً، من خلال إشراك الآلة في المهمات التي يقوم بها الإنسان بهدف تحسين العمل وزيادة الإنتاجية.