أتى اسم الكتاب من ذلك المدير الذي كان يصرخ بأنه محاط بالحمقى لعجزه عن التعامل مع أنماط الموظفين لديه. في الحقيقة إن هذا الرجل يمثلنا كلنا حيث أن كثيراً منا ما ينتقد من حوله لعجزه عن فهم سلوكاتهم.
يتبع الكاتب مبدأ DISA في تصنيف أنماط السلوك، واسم المبدأ هو اختصار للأنماط الأربعة المكونة له
- D: Dominant - المسيطر: ويرمز له الكاتب باللون الأحمر
- I: Inspirational - الملهم: ويرمز له باللون الأصفر
- S: Stable - المستقر - ويرمز له باللون الأخضر
- A: Analytical - التحليلي: ويرمز له باللون الأزرق
بعض الإحصائيات
تظهر الإحصائيات (بحسب الكتاب) أن الشخص الواحد يمكن أن يملك نمطاً أو ثلاثة أنماط وأغلب الناس لديها نمطان في حين لا يمكن أن تملك الأنماط الأربعة معاً. كما تظهر الإحصائيات أيضاً أن معظم الناس يملكون النمط الأخضر في سلوكياتهم.
أولاً: السلوك المسيطر (الأحمر)
يمثل شخصية المدير أو القائد الذي يصدر الأوامر ويصرخ كثيراً.
اجتماعياً
حاد الطباع، يمل التفاصيل، مستمع سيء، سريع الغضب ولكنه أيضاً سريع العودة إلى المزاج الطبيعي، لا يعتبر رفع نبرة الصوت دليلاً على مخاصمة أو شجار وإنما نقاشاً يحاول أن يكسبه.
مهنياً
صاحب شخصية قيادية، سلوكه موجه نحو التنافسية وإنجاز المهمات بسرعة، يتقبل الأوامر الصادرة من جهات أعلى وظيفياً. لا يهتم بسماع أي تفاصيل شخصية في بيئة العمل.
ثانياً: السلوك الملهم (الأصفر)
الصديق المسلي، غالباً ما تجد مجموعة من الناس حوله ويسهل تمييزه بينهم.
اجتماعياً
مسلّي، متفائل، كثير الكلام وكثير الكلام عن نفسه، لديه تقدير ذات عالٍ، يمل التفاصيل، اجتماعي بالفطرة ويكسب الناس بتلقائية، هو أيضاً مستمع سيء.
مهنياً
آلة لتوليد الأفكار الإبداعية لكن ليس كل أفكاره قابلة للتنفيذ، يضع خطط أكبر من قدرته على التنفيذ حيث أنه يجد صعوبة في إتمام الأعمال. يحب الأحاديث الشخصية وتشكيل العلاقات في بيئة العمل.
ثالثاً: السلوك المستقر (الأخضر)
هنا نبدأ الحديث عن السلوكيات الأقل نشاطاً، يحب الأخضر الهدوء والسكينة.
اجتماعياً
هادئ، عاطفي، قليل الكلام، يكتم مشاعره ولكنه يتذكر كل ما يزعجه من مواقف وأشخاص، مستمع ممتاز ومهتم بالعلاقات مع من حوله مما يجعله صديقاً جيداً أيضاً، يتجنب المشاكل والمواجهات ولذلك قد تسمع أنه تحدث عنك لشخص ما بدل الحديث إليك كي لا يواجهك.
مهنياً
جيد في تلقي الأوامر وتنفيذها، سيء في توجيه الأوامر وإبداء الآراء، يكره التغيير ويفضل أن تبقى الأمور كما هي (يفضل التعايش مع المشاكل على القيام بشيء لحلها). يرغب في التعامل بلطف وسهولة في بيئة العمل.
رابعاً: السلوك التحليلي (الأزرق)
يمثل الشخص الهادئ الذي يعرف كل شيء ولا يتحدث إلا بما يعرف جيداً.
اجتماعياً
هادئ، قليل الكلام، واقعي، متذمر وربما يقوم بتفريغ غضبه من خلال نكات ساخرة، منتقد لذاته وقد يصفه بعض الألوان بالمتشائم.
مهنياً
مهتم بالتفاصيل، مخطط جيد، موجه نحو إنجاز المهمات، ولكنه على عكس الأحمر يقوم بالتخطيط ودراسة التفاصيل جيداً وربما أكثر من اللازم. مما يجعله أبطأ بكثير من الأحمر في إنجاز العمل. لا يتدخل بعمل زملائه الذي لا سلطة له عليهم. يتوقع منك دراسة وفهم موضوع ما قبل أن تسأله عنه. لا يهتم بالتفاصيل الشخصية وتشكيل العلاقات في بيئة العمل.
تشكيل الفرق
كما ترى فإن أنماط الشخصيات تجعل لها طباعاً مختلفة من ناحية إنجاز الأعمال وبيئة العمل. ولهذا فإنك قد تحتاج للنظر في الشخصيات قبل أن تجمع فريقك.
يحدثنا الكاتب عن تجربة قام بها حيث طلب من 4 مجموعات مكونة من الألوان الأربعة (تحوي كل مجموعة لون واحد فقط) وطلب منهم إنجاز مهمة معينة وكانت النتائج كالتالي:
كان الفريق الأحمر سريعاً جداً لكنه أنجز مهمة غير المهمة المطلوبة، في حين أن الفريق الأصفر لم يقم بعمل كثير لكن مناقشتهم كانت رائعة ومسلية، تردد الفريق الأخضر كثيراً في اختيار من يناقش عملهم وكان واضحاً أنهم لم يكونوا على وفاق ولكن لم ينطق أحد بهذا أبداً، أما الفريق الأزرق فقد أخذ الوقت المخصص في التخطيط الشديد ولم ينجزوا الكثير وكانت مناقشتهم شديدة التعمق في التفاصيل مما جعلها مملة لباقي الفرق.
العبرة من هذه التجربة هي أن جميع الفرق قد فشلت في إنجاز المهمة المطلوبة ولهذا فإن الفريق الناجح يجب أن يتكون من أنماط مختلفة تخدم مصلحة العمل المشترك.
الخلاصة
يختلف الناس في سلوكياتهم والطريقة التي يريدون أن يُعامَلوا بها، ومفتاح النجاح في التعامل مع الناس أو إدارتهم هو فهم سلوكياتهم وحاجاتهم والعمل على إشباعها.