العقوبات الغربية على سوريا وتأثيرها على حياة التقنيين والأفراد

التكنولوجيا
a pic of منير
2024/12/22 3 دقائق قراءة
13

فرضت الولايات المتحدة ودول أوروبا مجموعة من العقوبات الاقتصادية على سوريا في عهد النظام المخلوع. ومع رحيل هذا النظام عن السلطة في 8 ديسمبر 2024، تتأمل سوريا رفع العقوبات الاقتصادية عنها لتعود للاندماج مع العالم. فما هي التقنيات التي كانت سوريا محرومة منها؟ وكيف ستؤثر عودتها على الواقع التقني والاقتصادي في سوريا؟

العقوبات الغربية على سوريا وتأثيرها على حياة التقنيين والأفراد

ما هي العقوبات الغربية على سوريا؟

بشكل مبسط، وضمن سياق هذا المقال، لنقل أن العقوبات الغربية تتمثل في منع الشركات الأجنبية عن التعامل مع سوريا. وبالتالي فإن معظم الخدمات والمواقع وحتى الألعاب التي يستخدمها أي شخص في العالم لا يمكن للسوري استخدامها أبداً، وقد ينجح باستخدامها عن طريق VPN وقد لا ينجح.

وبعد 8 ديسمبر شاع الحديث عن هذه العقوبات ومستقبلها، وسمعنا من دول الغرب عن إمكانية رفعها بشروط محددة لسنا في صدد ذكرها في هذا المقال.

تقنيات ستعود إلى سوريا عند رفع العقوبات

من المهم أن نعرف أن عودة هذه الخدمات سيكون تدريجياً غالباً، وربما تتطلب كل شركة وقتها حتى تعود لدعم المنطقة، كما أن مواضيع الدفع والتعاملات المالية ستحتاج إلى الكثير من التنسيق.

الدفع الإلكتروني العالمي

إن سوريا اليوم منقطعة تماماً عن خدمات الدفع الإلكتروني العالمية مثل بايبال، ولا يوجد فيها بطاقات الدفع المعترف عليها عالمياً مثل Visa. تم تطوير بدائل محلية لكل منهما لكن كما تتوقع فهذه البدائل موجهة للداخل السوري فقط.

ومنه فإن المواطن السوري غير قادر على إنجاز أي معاملة مالية أو التسجيل في خدمة مدفوعة (أو حتى الخدمات المجانية التي تتطلب توثيق الهوية) خارج سوريا.

التجارة الإلكترونية

شهدت سوريا في الأعوام الأخيرة تطوراً في التجارة الإلكترونية من خلال المتاجر المحلية وتطبيقات التوصيل. ولكنها منقطعة تماماً عن المتاجر العالمية مثل أمازون و SHEIN وغيرها.

يعمل حالياً بعض الوسطاء على جلب البضائع من الأسواق الخارجية مما يحمل المشتري رسوماً إضافية، ولكنه الحل الوحيد بكل الأحوال.

من المتوقع أن نشهد تطوراً كبيراً في قطاع التجارة الإلكترونية خصوصاً لو تم دعم سوريا بخدمات الدفع الإلكتروني العالمية.

مواقع العمل الحر

يصدم كل شاب سوري عندما يتشجع للبدء في العمل الحر ويكتشف أن مواقع العمل الحر المعروفة جميعها تحظره، وحتى لو استطاع بشكل ما التسجيل فيها فإنه معرض لخسارة أمواله أو عدم القدرة على سحبها.

وهنا لا بد لي أن أشكر بعض منصات العمل الحر العربية التي كانت تدعم سوريا وكانت الخيارات الوحيدة تقريباً للسوريين.

دعم الشركات الغربية

كما ذكرنا فإن العقوبات تحظر على الشركات التعامل مع سوريا، وبالتالي تجد في سوريا مشكلات من سخفها لا تجدها في أي مكان آخر وهذه بعض الأمثلة:

  • أغلب التطبيقات تحتاج VPN وبعض التطبيقات لا يعمل مع وجوده، فيضطر المستخدم إلى إطفاء وتشغيل ال VPN عدة مرات خلال جلسة العمل
  • شركات مثل Samsung و Google لا ترسل رسائل التأكيد على الأرقام السورية، وبالتالي لا يمكن إنشاء حسابات عليها والتي قد تكون أساسية لتشغيل هاتفك أصلاً!
  • عدم القدرة على استخدام إعلانات Meta لترويج المنشورات.
  • لا يمكن لمطوري التطبيقات رفع تطبيقاتهم على متجر IOS لأن شركة Apple تحظر أي تطبيق يجلب البيانات من سيرفر موجود في سوريا

والكثير من المشاكل من هذا القبيل.

بالطبع فإن عودة هذه الخدمات وغيرها سيؤديان إلى عودة الحياة إلى الاقتصاد السوري وتعافيه وانفتاحه على الاقتصاد العالمي. ولعلنا نعود لهذا المقال العام القادم ونجد أن ما فيه أصبح تاريخاً يروى للأجيال.