لا بدَّ أنك شاهدت بعضاً من أفلام الخيال العلمي التي تدور قصّتها في المستقبل وكيف أنّ الذكاء الاصطناعي قد سيطر على العالم، وباتَ يتحكّم بالبشر، أو قد رأيت بعض المنشورات وأنت تتصفّح تطبيقات التواصل الاجتماعي والتي تروي استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي في العديد من مجالات العمل حتى الطبيّة منها، فما صحّةُ هذه الأخبار؟
لمعرفة الإجابة، سنتحدّث في هذا المقال بشكل تفصيلي، عن معنى الذكاء الاصطناعي، الفرق بينه وبين عقل الإنسان، وما هي الخصائص التي تُميّز كل منهما عن الآخر.
مفهوم الذكاء الاصطناعي
بدايةً، يسمّى العلم الذي يسمح للحاسب بالتفكير وممارسة نشاطات شبيهة بممارسات الإنسان: علم الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence. وقبل أن نتعرّف على مفهوم "الذكاء الاصطناعي"، يجب معرفة معنى كلمتيّ "ذكاء" و "اصطناعي" كلٌّ على حدى.
الذكاء عند الإنسان يتضمّن 4 مقدرات:
- القدرة على التذكّر والتعلّم من التجارب السابقة.
- القدرة على التفكير والإبداع.
- القدرة على التعبير.
- القدرة على المحاكمة المنطقيّة واتخاذ القرارات.
وكلمة "اصطناعي" المقصود بها؛ مادة غير موجودة بشكل طبيعي في الكون وإنما وُجدت من صنع الإنسان.
إذا دمجنا التعريفين السابقين، سنتوصّل إلى مفهوم الذكاء الاصطناعي؛ وهو عبارة عن نسخة من الذكاء البشري ضمن القدرة التي يمنحها الإنسان للآلة.
الفرق الجوهري بين عقل الإنسان والذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي قادر على التعرّف، ولكنّه غير قادر على الإدراك مثل الإنسان.
لتوضيح هذه الفكرة؛ تخيّل أنك أريتَ صورةَ شخصٍ ما لطفلٍ صغير، ثم أريتهُ مرةً أخرى صورة مختلفة للشخص ذاته، ستكون نسبة تعرّفه على الشخص في المرة الثانية 100% غالباً، بينما إذا أردنا تطبيق التجربة على الذكاء الاصطناعي، سيتطلّب الأمر حينها تدريب الآلة على ما يقارب 100 مليون صورة ليصل إلى نسبة 98% من الموثوقية تجاه الشخص في الصورة.
وبالرغم من تفوّق الإنسان على الذكاء الاصطناعي من ناحية الإدراك، إلّا أنَّ الذكاء الاصطناعي يتفوّق على الإنسان في العديد من الأمور، مثل السرعة في أداء المهام؛ فالآلة قادرة على إنجاز ملايين من العمليات المعقدة بثواني وبشكل متواصل دون ملل أو تعب، وهذا ما يعجز عنه الإنسان.
مقارنة بين ذكاء الإنسان والذكاء الاصطناعي
يمكن تلخيص الفروقات على النحو التالي:
- الإنسان يستخدم قدراته العقلية في حلّ المشكلات وأداء المهام، بينما الآلة قدراتها محدودة لأنّها تعتمد فقط على البيانات المقدّمة لها من قبل الإنسان.
- الإنسان قادر على التأقلم مع المتغيرات بسرعة ومرونة، بينما الآلة تحتاج وقت أكثر للتعرّف على المتغيرات التي طرأت حديثاً.
- الآلة يمكنها معالجة البيانات بوتيرة سريعة، بينما الإنسان غير قادر على مجاراة سرعة تنفيذ الحاسوب.
- الذكاء الاصطناعي يهدف إلى بناء أنظمة تحاكي سلوك الإنسان، بينما الذكاء البشري يهدف إلى تطوير نفسه والتكيّف مع المجريات الجديدة بشكل دائم.
مما سبق، نستنتج أنّ العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي ليست تنافسية، ولا تعتمد على إقصاء أحدهما للآخر، وإنّما هي علاقة متكاملة، يجب استثمارها إيجابياً للحصول على أفضل النتائج في جميع مجالات العمل.